أراقب العمال ينقلون
حاجياتي إلى مثواها الجديد. حركة أحدهم نبهتني إلى شيء طريف: ها هو حلم حزيران
يحصل على تفسير - على طريقة جدتي لا فرويد؛ جهات بيتي مستباحة للداخلين والأشياء
تنقل إلى الخارج، وأنا أبحث عن بنطالي القصير!
قاطع ضحكي العامل بسؤاله عن كرسي "المساج": ما هذا؟ ولأي شيء يقتنيه المرء؟! كان مستاء تمامًا لثقل الكرسي وصعوبة نقله، وتعقيد تفكيك أجزائه وإعادة تركيبها. تطوع زميل له، أكبر عمرًا، بإفهامه طبيعة الجهاز فانقلبت نظرة الشاب إلى الهزء. اعتذر الأكبر عن كل شيء بابتسامة. قال إن العمال لا ينقلون مثل هذا بين شقق المغتربين هنا. تلك قطع تنقل من وإلى بيوت واسعة ذات حدائق.
تركوني جميعًا بتفهم رحيم؛ فمواطنهم المنفصل عن الواقع قد التحم به عنوة، ارتطامًا. انصرفوا والمستقر مكتظ بما فيه، يقطعه الكرسي إلى نصفين يُعبر إلى أحدهما قفزًا من الآخر! لا مجال لـ "تفيدة" و"مرزوق" للعب كما كانا يفعلان ببيتي السابق؛ أقذف الكرة بعيدًا فيجريان، ويواصل ثلاثتنا الجري حتى اللهاث.
تخلصت من الكرسي لاحقًا، بغير طريق البيع فلا قيمة سوقية له، وما أنقذني من حزني وآلام الظهر المتوعدة منذ الآن بلا مسكن، غير انطلاق القطط فرحًا بالحيز الذي أخلاه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق