السبت، 7 مايو 2016

صفقة

تحدثني كصديق قديم دون مقدمات. استراحة لطيفة من رتابة الأوراق. اتضح بعد قليل كونها موظفة تسويق عبر الهاتف لحساب إحدى شركات إدارة المطاعم!

سألتني إن كنت متزوجًا، وكيف أقضي وقتي عادة؟ لم تكن قد أفصحتْ بعد عن هويتها. سردتُ وصفًا وهميًا لشاب أعزب كثير الأصدقاء؛ يتقابلون، لغير ما سبب إلا اللقاء، ويتخيرون مواضع تناول الطعام والسهر.

ورطة! فما اختلقته يجعل مني زبونًا مثاليًا لها؛ هي تبيع بطاقة خصومات بالمطاعم شريطة اجتماع أكثر من شخص على الطاولة. صفقة رابحة لكل الأطراف: زيادة هامش ربح المطعم بأكبر من مصروفات التسويق وقيمة الخصم، وتوفير حقيقي للزبون، وربح جيد لشركة التسويق، وعمولة بيع بطاقات لمحدثتي.

أظهرت ترددي فبان ما اقترفته من كذب؛ فمن كان على ما شرحته من حال لا سبب له ليرفض. تغيرت نبرة صوتها فلم تعد بالضبط زوجة. سيطرت على انفعالها بسرعة وراحت تحاول إقناعي: تصف لي أماكن السهرات وكيف سيصاحب الطرب ضحكاتي وضحكات رفاقي.

انكشفتُ ولكن لن أخبرها: أنا يا سيدتي أدفع أموالًا كثيرة لنيل صندوق يومي يحمل وجبات صحية مجهزة، وملفوفة بعناية خلف بطاقات أنيقة كسجين سويدي أنيق. هل جربتِ الأكل الصحي يومًا؟! ويوم الجمعة أرتاد المطاعم وحدي فلن أتمتع بالخصم.

تحججت بعدم توافر ثمن البطاقة! بت برأيها كاذبًا بشأن مركزي الوظيفي أيضًا؛ موظف صغير ادعى الانتماء إلى الإدارة الوسطى. لم تعد المكالمة ذات نفع لها، بل جهد ضائع. انقلبت المواقف التفاوضية تمامًا. عقدت معي صفقة؛ ستسمعني صوتها كل يوم، هكذا قالت، على أن أمنحها في كل مرة أربعة أرقام لهواتف زبائن محتملين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق