ما أتعس هؤلاء الأطفال! يتحلقون حول
امرأة لا تقدر كنزها. الرضيع يخشى السقوط ويتشبث بها عبثاً. وابنة محبة تتعلق
بذراعها وتطلب حنانها، ولا إجابة. وتلك تلعب، لكنها تعيسة. حريصة على الجوار
مفتقرة إلى الأمان. الابن الأكبر أقرب إلى الفهم. التفت عنها لكنه لا يستطيع
مواصلة رحلته..
ما أتعس هؤلاء الأطفال! تتطلع سارحة - بينما تدمر حياتهم - إلى ما ستقترفه من الآثام. هي امرأة في النهاية.
(2) زوجة تحلم بالأمومة، وأملها يحاصره مرور الوقت:
عيونه جميلة. يداعب صدرها بقدمه
الصغيرة ليشد انتباهها كله إليه. أخته الكبرى تغار منه، وتلف يدها حول ذراعها
وتهمس بأذنها لتستثير عطفها وتثبت أحقيتها بحكم أسبقية الولادة!
وتلك اللاعبة. ثنت قدميها واتكأت في راحة تلهو. راحة يبعثها أمان ساقي الأم تستند إليهما. والأخ الأكبر يحتفظ بمسافة ليدلل على عمره وليبدو مستقلاً، لكنه لا يترك محيط الأم. محيط الحب. هي تبدو متعبة. تريح وجهها على ساعدها. متعبة. أعباء ومهام لا تنتهي. لكن نظرتها تمتن لكنز تهون الحياة لأجله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق